أردوغان يفتتح جزيرة الديمقراطية والحرية في ذكرى الـ 60 للانقلاب على “شهيد الآذان” عدنان مندريس

أردوغان يفتتح جزيرة الديمقراطية والحرية في ذكرى الـ 60 للانقلاب على “شهيد الآذان” عدنان مندريس

نداء تركيا – فريق التحرير

انطلقت اليوم في بحر مرمرة جنوبي شرقي مدينة إسطنبول التركية، مراسم افتتاح جزيرة “ياسّي أدا” باسم جزيرة الديمقراطية والحرية، بحضور الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان“.

وبدأت المراسم بعزف النشيد الوطني التركي، ثم عرض مقطع فيديو عن المشاريع التي أنجزت في الجزيرة ضمن مشروع إعادة الافتتاح.

وتم حفل إعادة افتتاح الجزيرة بمركز المؤتمرات في الجزيرة، وشارك الافتتاح إلى جانب الرئيس التركي كل من؛ رئيس البرلمان “مصطفى شنطوب” ورئيس الحزب الحركة القومية “دولت باهتشلي”، وعدد من كبار المسؤولين الأتراك.

وجزيرة “ياسّي أدا” استخدمت كمنفى منذ القرن الرابع للميلاد، وبنيت عليها كنيسة ودير في الماضي، وتناقل ملكيتها العديد من الأشخاص إلى أن اشترتها القوات البحرية التركية عام 1947.

“جزيرة الديمقراطية والحرية / صورة من الإنترنت

وشهدت الجزيرة محاكمة أعضاء الحزب “الديمقراطي” بعد الانقلاب العسكري في 27 مايو/ أيار 1960، وصدر حكم الإعدام بحق عدد منهم ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق “عدنان مندرس” وعدد من رفاقه، فيما نُفّذ الحكم بهم في سبتمبر/ أيلول 1961 بجزيرة إمرالي.

إقرأ أيضاً: تركيا تقترب من افتتاح مصنع السيارات محلية الصنع

ويأتي افتتاح الجزيرة المعروفة باسم “ياسي أدا”، في إطار مشروع أطلقه الرئيس التركي أردوغان في عام 2015، بهدف إعادة الجزيرة إلى الحياة بعد 60 عاماً من ذكرى انقلاب 1960، ليصبح اسمها جزيرة “الديمقراطية والحرية.

وسيتم استقبال الزورار فيها لمدة 24 ساعة، حتى يتثنى لهم الشعور بالتجارب في الجزيرة بعد انقلاب 27 أيار، من خلال زيارة أماكنهم الحقيقية.

وتبلغ مساحتها 103 آلاف و750 متر مربع، 60% منها زيّنت بالأزهار والأشجار، وتم المحافظة على 20% من حالها السابق.

كما تم تصميم متحف فيها، ليعكس الماضي بالمقتنيات التاريخية التي يحتوي عليها، والمستقبل بأشكاله الحديثة والهندسية المعمارية المعاصرة، إضافة لمجموعة من الوثائق والمستندات المتعلقة بعدنان مندريس وطفولته وإنجازاته، في متحف الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وعملت الحكومة التركية على بناء نظام حياة متكاملة فيها، إذ تحتوي بالإضافة للمتحف ومركز المؤتمرات، على فنادق ومساجد ومقاهي ومطاعم ومهبط للطائرات ومكتبة ومنازل، وساحةُ ونصب شهداء الديمقراطية بمساحة، وحديقة ومساحات للمعارض.

عدنان مندريس في سطور

علي عدنان إرتكين مندريس، المعروف باسم “عدنان مندريس” ولد في ولاية أيدين في عام 1899، وتوفي بعد إعدامه بجزيرة “ياسّي أدا” في 17 سبتمبر 1961، بحسب موقع ويكيبيديا.

شغل مندريس منصب رئيس وزراء تركيا خلال الفترة ما بين 1950-1960، وهو سياسي تركي، ورجل دولة وحقوقي، ويعتبر من مؤسسي حزب الديمقراطية رابع حزب معارض ينشأ بصفة قانونية في تركيا في عام 1946.

إقرأ أيضاً: قصة الخطاط السوري عثمان طه خطاط المصحف الشريف.. وحكايته مع الآية التي ارتجفت يداه وهو يكتبها

وكان مندريس، أول زعيم سياسي منتخب ديمقراطياً في تاريخ تركيا، وتمت إزاحته عن السلطة جراء انقلاب عسكري عام 1960 نفذّه الجيش التركي وأُلقي القبض عليه وأُعدِم شنقاً مع اثنين من أعضاء مجلس وزرائه في 17 سبتمبر 1961.

رئيس وزراء تركيا الأسبق “عدنان مندريس” / صورة من الإنترنت

وكان مندريس أوّل رئيس وزراء يعدم في تركيا، وقد أعاد البرلمان التركي الاعتبار لعدنان مندريس مع الذين أعدموا معه بقانون صدر في عام 1990، وهو واحد من ثلاثة سياسيين أتراك يقام له ضريح تكريماً لذكراه. (السياسيان الآخران هما أتاتورك وتورغوت أوزال).

شهيد الآذان

قامت حملة “مندريس” الانتخابية على أساس عدم تدخل الحكومة في شئون القطاعات الخاصة كما كان يحدث في السابق، ووعود بتخفيف الإجراءات العلمانية الصارمة، وإعطاء المزيد من حرية الاعتقاد والديمقراطية، حيث وعد برنامجه الانتخابي بعودة الآذان باللغة العربية.

والسماح للأتراك بالحج، وإنشاء المدارس وتعليم اللغة العربية، وإلغاء تدخل الدولة في لباس المرأة، بالإضافة إلى إعطاء الحرية للناس في ممارسة الشعائر والإعتقادات.

إقرأ أيضاً: هل سمعت باسم “المعمار سنان”.. قصّة الشاب الأرمني المسلم وأبرز ما تركه من معالم!

بهذا البرنامج البسيط غيّر المعقد خاض «عدنان مندريس» وحزبه الانتخابات التركية وفاز بها عام 1950م، وبعد فوزه، بدأ بإدخال التكنولوجيا الزراعية إلى الأرياف، وعمل على دعم الفلاحين حتى أخذت تركيا تتصدر الدول الأوروبية والشرق الأوسط في إنتاج القمح والبندق والتين المجفف والعنب والقطن والعديد من المنتجات الزراعية.

إعدام مندريس

في صباح 27 مايو/أيار 1960، تحرك الجيش التركي ليقوم بأول انقلاب عسكري خلال العهد الجمهوري، إذ تم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقال رئيس الوزراء “عدنان مندريس” ورئيس الجمهورية “جلال بايار” مع عدد من الوزراء، وأرسلوا إلى سجن في جزيرة ياسّي أدا.

وبعد محاكمة صورية تم سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة، فيما حكم بالإعدام على مندريس ووزير خارجيته فطين رشدي زورلو ووزير ماليته حسن بلاتقان، وكانت التهمة هي اعتزامهم قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية.

صورة من إعدام عدنان مندريس / إنترنت

وفي اليوم التالي لصدور الحكم (أي في 17 سبتمبر/أيلول 1960) تم تنفيذ حكم الإعدام في مندريس، ليكون أول الضحايا في الصراع الداخلي بتركيا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق