ليلة القدر.. فضلها وعلاماتها وأفضل الدعاء فيها

ليلة القدر.. فضلها وعلاماتها وأفضل الدعاء فيها
نداء تركيا – فريق التحرير
ليلة القدر؛ هي ليلة ذات فضل وشرف، اختصها الله عز وجل بالمنزلة العالية من بين الليالي، وقد أنزل الله تعالى فيها القرآن الكريم، وأخبر عباده أنها خير من ألف شهر، وأنها ليلة مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم.
حيث يقول تعالى في أول سورة الدخان: حم ﴿۱﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿۲﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴿۳﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾.
وفي سورة القدر: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿۱﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿۲﴾ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿۳﴾ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾.

ليلة القدر خير من ألف شهر
وتدل سورة القدر أن العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده، ولذلك من الجدير بالمسلمين تعظيم هذه الليلة وإحياءها بالعبادة.
وقد أخبر النبي ﷺ أن ليلة القدر هي إحدى ليالي العشر الأخير من شهر رمضان المبارك، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها.
التماس ليلة القدر
وقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالتماس ليلة القدر في العشر الأواخر حيث قال: “التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر”.
ومع أذان المغرب اليوم الأحد، تبدأ أولى ليالي شهر رمضان التي أوصى الرسول بالتماس ليلة القدر فيها.
ويجدر التأكيد على أهمية ليلة السابع والعشرين من رمضان لالتماس ليلة القدر، ومن علاماتها “شروق الشمس دون شعاع لها لا حارة ولا باردة”.
ومن علامات ليلة القدر، ما رواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”.
علامات ليلة القدر
ومن علاماتها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة”، حيث قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.
ويقول علماء عن ليلة القدر: “فيها يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا، ويَرَى الأنوارَ سَاطِعَةً في كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَة، و يَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة، ومِنْ عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا”.
وليلة القدر تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث الليل والنهار وتتنزل فيها الملائكة بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار وهي سلام من الآفات وما شابهها.
دعاء ليلة القدر
وعن دعاء ليلة القَدر يقول ابن كثير إن المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر.
والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: “اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني”، والمستحب سؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر.
فالعارفون فيها يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً، ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر.
الجوامع والكوامل
ومن الأدعية الأخرى، ما علّمه الرسول الكريم لأمنا السيدة عائشة، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل.
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قولي “اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم”.
وتابع الرسول الكريم الدعاء: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل”.
وختم: “اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشداً”.
ومن الأدعية التي يحسن الدعاء بها في جميع الأحوال، هذه الباقة من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم:
- “رب أعني ولا تعن علي وانصر لي ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى إليَّ وانصرني على من بغى علي”.
- “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر”.
- “اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها”.
- “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”.
- “يا مقلِّب القلوب ثبت قلبي على دينك”، وهذا كان أكثر دعاء النبي صلوات الله وسلامه عليه.
- “اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر عليها وأرضنا وارض عنا”.
- “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك”.
- “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”.